الشاعر التونسية ماجدة الظاهري في قصيدة في حب مدينة العيون
العيون
ماجدة الظاهري
تونس
تعالَ
نُدرب أناملنا
على احتمال حرقة مباهج المجاز
نلعقُ رحيق الدهشة على مراياها الساطعة
كل شيء يعلو
مُتلبسا بالضوء
متواطئا والبروق
نستطيعُ أن نتأمل ملامحنا جيدا
لقد صرنا أجمل في العيون
في عنان صدرك
كانت لنا ينابيع مستحيلة
فكيف لي أن أمتح من زمزم الماء تعاويذ غوايتي؟
وكيف لي أن أفك قيد معصم الكلمات
وانتصب سارية للترحل في المآقي؟
وكيف لي أن أعيد قوافل العشق من التيه المربك
إلى عسل العيون ؟
ثمة باب موارب في العيون
ونوافذ تغمزك بسحرها أن هيت لك
ثمة دلاء في العيون معلقة في فناء الانتظار
تمنح العابرين زادهم لحرائق الليل
ثمة شعر يدب بين أنامل القلب
مصبه الروح والعيون تحرسه
ثمة آهة عند مغرب النبض
ناضجة الموسيقى في تمام العشق
تتأرجح بين الشهقات والعيون
تعال نعلق أسراب الكلمات آيات بينات في سحرها
ونشغل كل الدنيا عن رهانات الموت
هنا وأقصد في العيون
والاسم وحده موال يصلح للأعراس
هنا تفوح حناء القصائد معجونة بعطر الينابيع
فيصير القلب منارة
هنا أغوينا المدى كي يستحيل جسرا نحو السماء
ومضينا نقطف جمر الصبوات
هنا تأتي الريح بالعشق إلى الأرض
وترفعنا إلى سماء العيون نرتب نجوم لياليها
تعال
ندرب الضوء على لثم وجه الماء
ندس في كف المدينة بروقا وندى
نرسم في مآقيها بالفسيفساء
شمسا تفيض
وأرضا تنضو بها الأغنيات
وسرب أوطان باتجاه أحلامنا نحو يقظتنا
ستدرك أننا عشقنا
نستطيع الآن ان نتأمل ملامحنا جيدا
لقد صرنا أجمل في العيون.