الفوضى الرقمية في المغرب: تحولات تكنولوجية تهدد القيم والأخلاق
الفوضى الرقمية في المغرب: تحولات تكنولوجية تهدد القيم والأخلاق
بدر شاشا طالب باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة
يشهد المغرب، كغيرها من دول العالم، زخمًا هائلًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تطبيقات التيك توك والانستغرام والفايسبوك. ورغم الفوائد الكبيرة التي قدمتها هذه التقنيات في تسهيل التواصل ونقل المعرفة، إلا أن هناك تحولًا ملحوظًا نحو جوانب أخرى قد تهدد القيم المغربية والمجتمعية.
يظهر تطبيق تيك توك ومنصات الانستغرام والفايسبوك تحولًا واضحًا نحو محتوى يتسم بالتفاهات والمسابقات الغير مفيدة، والتي لا تسهم سوى في ترويج لثقافة الاستهلاك السريع والتسلية الخفيفة. مسابقات “أنا سمكة” و”أنا بطة” تعتبر تجسيدًا لتلك الظاهرة، حيث يتم التركيز على الجوانب الترفيهية دون أي قيمة تعليمية أو ثقافية.
علاوة على ذلك، يتمثل خطر آخر في انتشار المحتوى الفاضح والرقص غير الملائم، مما يؤثر على القيم التقليدية والأخلاقيات الدينية في المجتمع المغربي. ينبغي أن ندرك أن هذا النوع من المحتوى قد يسهم في تفكيك القيم التقليدية ويفتح الباب أمام ظواهر الانحلال الأخلاقي.
تعتبر الحكومة والمؤسسات التعليمية والأهل جميعهم جزءًا من الحلول الممكنة لمعالجة هذه الفوضى الرقمية. يجب تعزيز التوعية حول استخدام الوسائل الرقمية بشكل مسؤول، وتشجيع على إنتاج محتوى ذو قيمة وفائدة. علاوة على ذلك، ينبغي أن تتخذ الحكومة إجراءات فعالة لمراقبة المحتوى غير الملائم وتشديد الرقابة للحفاظ على القيم والأخلاق في المجتمع.
معالجة هذه التحديات الأخلاقية تتطلب تكامل الجهود على مستوى المجتمع والتعاون بين القطاعات المختلفة للحفاظ على هوية المجتمع المغربي وقيمه الثقافية.