swiss replica watches
المريزق: المقهى الثقافي بمكناس يمثل الانفتاح على الجهود العلمية والفكرية والمعرفية لتفسير وتحليل وتنظير القضايا ذات الأسئلة الحارقة الهاربة من شيخوخة الفكر ومراهقة ثقافة الشبكات اللااجتماعية المهيمنة – سياسي

المريزق: المقهى الثقافي بمكناس يمثل الانفتاح على الجهود العلمية والفكرية والمعرفية لتفسير وتحليل وتنظير القضايا ذات الأسئلة الحارقة الهاربة من شيخوخة الفكر ومراهقة ثقافة الشبكات اللااجتماعية المهيمنة

قال المصطفى المريزق منسق المقهى الثقافي مكناس و رئيس الجامعة الشعبية المغربية، في  افتتاج الموسم 8 للمقهى الثقافي مكناس في نسخته 17، ” لان الثقافة خلق وإبداع اجتماعي، وتهذيب وصقل وأدب، ولأن البشر كائن اجتماعي منذ أن وجد الإنسان العاقل (أومو سابيان) منذ ما يقرب من 2050 ألف سنة مضت، ها نحن اليوم نلتقي من جديد لنجدد عهد الاستمرارية بروابطنا الثقافية وآفاقها، رغم كل مَا أَلَمْ بمجتمعنا من أزمات وانتكاسات. ففي كل مرة نكاد نبدأ من الصفر وكأن ما بيننا من روابط في الثقافة والتاريخ والجغرافيا، وفي الأهداف هو أقل أو أكثر هشاشة من تلك الروابط التي وحدت العديد من التجارب والمنابع الثقافية هنا وهناك، بعد ما كان الجانب الثقافي يحظى بمرتبة متقدمة في أولوياتنا.”

وأضاف المريزق ” على هذه الخلفية المعقدة، نشأت تجربة المقهى الثقافي مكناس بكل زواياها وبعمقها الديمقراطي الذي يتمثل في الانفتاح على الجهود العلمية والفكرية والمعرفية لتفسير وتحليل وتنظير القضايا ذات الأسئلة الحارقة الهاربة من شيخوخة الفكر ومراهقة ثقافة الشبكات اللااجتماعية المهيمنة على هامش حريات الفكر والتعبير والتعددية والحرية التي نتمتع بها.”

وأكد المريزق ” إن ضيفنا الذي يحل بين ظهرانينا ينتمي إلى حقول متعددة من عالم الفكر المتنور الذي يذكرنا بالحاجة إلى العلوم الإنسانية التي تنتج لنا إنسانا له القدرة على التمييز والتشكيك ومساءلة اليقينيات والوثوقيات. إنه عالم الاجتماع والأنثربولوجيا محمد مهدي، الكاتب والباحث الذي يستحق منا كل الاحترام والتقدير، وقراءة واسعة لأعماله الكبيرة ودراسة نقدية رصينة لأبحاثه الميدانية..وللأفكار والقضايا التي يدافع عنها بالحجة والدليل.ولد ب “درب الفقرا” سنة 1953، وهو من أشهر أحياء و أزقة منطقة درب السلطان بالدار البيضاء. استقرت بهذا الحي عائلته قادمة من الأطلس الكبير الجنوبي، من سوس قبيلة ركيبة، وكان ذلك تزامنا مع الإنزال الأمريكي بالدار البيضاء في نونبر سنة1942 وهي العملية التي أطلق عليها اسم بلاكستون.
ابن المدرسة المغربية ( بحي الفيداء)، كان من التلاميذ النجباء حين حصل في وقت مبكر على شهادة الباكالوريا سنة 1983..تابع دراسته الجامعية بجامعة الحسن الثاني، حيث تخرج منها متأبطا ديبلوم الدراسات العليا تخصص العلوم السياسية سنة 1983، لينال بعدها شهادة الدكتوراه سنة 1993.”

وقال المريزق ” كانت الفكرة المترسخة في الأذهان آنذاك هي الاكتفاء بالتكوين النظري ومزاولته في حقول معرفية مختلفة والتردد على المكتبات واقتناء الكتب، بينما اختار محمد مهدي البحث الميداني مباشرة بعد تخرجه، خصوصا بعد اللقاء التاريخي الذي جمعه هو وزملاءه مع “برونو إتيان – عالم سياسة وعالم اجتماع وباحث انثربولوجي فرنسي”. وقد كان هذا اللقاء نقطة تحول في المسار العلمي لمحمد مهدي الذي سار على نفس النهج: من العلوم السياسية إلى السوسيولوجيا والانثربولوجيا.
لقاء آخر غير مساره واهتماماته ورؤيته وجعله يزاوج بين البحث النظري والبحث الميداني، إنه اللقاء الذي جمعه مع عالم الاجتماع الفرنسي-المغربي “بول باسكون” الذي توفي ليلة 22 أبريل من سنة 1985 حيث تعرّض لحادثة سير قاتلة على طريق صحراوية بين منطقتي ساني ونواكشوط في موريتانيا، عندما كان بصدد مهمّة علمية مشترَكة بين كل من منظمة التغذية العالمية «فاو» ومعهد الزراعة والبيطرة في الرباط. ولقاءه ببول باسكون كان في “منطقة تازروالت” التي تحتضن ضريح سيدي أحمد أموسى الذي ينتمي إلى قبيلة ادا اوسملال، مؤسس مدرسة عتيقة في القرن العاشر الهجري.
وقبل أن أسدل الستار على هذا المسار الغني والمتعدد، لابد من استحضار تجربة أخرى جعلت محمد مهدي في قلب القضايا الاجتماعية، من خلال تجربة الأندية السينمائية ودور السينما في تعزيز الثقافة. وهي تجربة فريدة من نوعها، قادته للانخراط في “نادي العزائم” في بداية السبعينات من القرن الماضي. تلك التجربة السينمائية التي كان أطلق شرارتها محمد الركاب (مخرج حلاق درب الفقراء) والدرقاوي والشرايبي وحسن رشيق والطوزي، وثلة من الرواد الآخرين..
كما لا يمكن أن ننسى شغف محمد مهدي بكرة القدم ووفائه لنادي الرجاء البيضاوي الذي تأسس بتاريخ 20 مارس عام 1949 من قبل نقابيون مغاربة في حي درب السلطان، وكذلك حبه لناس الغيوان والمشاهب وجيل جيلاة والأغنية السوسية، إلخ.
هكذا كانت طفولته وشبابه من المراحل المهمة والمؤثرة في حياته؛ فمحمد مهدي نمى في بيئة محلية ووطنية غنية برجالاتها وأحداثها ووقائعها ونبل أهدافها، وبتضحيات وشجاعة أبطالها وصناعها.


استقر بمكناس بعد أن حط الرحال بالمدرسة الوطنية للفلاحة سنة 1987، حاملا معه قضايا المجتمع المركب ودراساته للعالم القروي وتحقيقاته حول القرية المغربية وبحوثه الميدانية، وإنتاجاته الفكرية والنظرية العابرة للتخصاصات.
محمد مهدي أستاذ درس وأعطى العديد من المحاضرات والدروس الافتتاحية بمختلف جامعات ومعاهد المملكة. أستاذ زائر بالعديد من الجامعات الدولية، بفرنسا وإيطاليا وألمانيا.
عضو في العديد من مختبرات البحث، خبير ومستشار لدى منظمات وطنية ودولية، و قدم العديد من التقارير حول التعاونيات والإصلاح الزراعي. كما نشر العديد من الدراسات في مجال الفلاحة وتربية المواشي والتصحر والسقي والتنمية والعالم القروي والهجرة القروية والدولية، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من البرامج المتعلقة باسترتيجيات التنمية والتشكيلة السوسيو مجالية في المناطق الرطبة، من دون أن نسى أبحاثه الميدانية حول الرحل ومونوغرافيا ايركيتن، والتنمية المجالية.
واكب محمد مهدي طوال مساره الأكاديمي مئات الطلبة الباحثين في شتى التخصصات داخل المغرب وخارجه، وتخرج عل يده نخبة من الأساتذة الباحثين وأطر الدولة ونخبها في مؤسسات متعددة ومنظمات وجمعيات مدنية ومهنية.
اليوم يمنحنا الباحث محمد مهدي، شهوة العلوم الإنسانية التي تمنح الإنسان قدرته على التفكير في ذاته، والتعامل مع الأفكار والأشياء والقضايا والظواهر الاجتماعية والوقائع بالعلم أو المعرفة، بمعنى آخر تمنحه “السلوك الثقافي” بالمفهوم التنويري للثقافة المرادف لمفهوم الحضارة والتنوير والإصلاح. وهذا ما تصبو إليه تجربة المقهى الثقافي مكناس بعيدا عن الهبوط القيمي والأخلاقي وشيوع الفكر النفعي.


يمنحنا هذه الفرصة في محطة تجربة 8 سنوات، تجربة هادفة، متنوعة من حيث طبيعة الضيوف الذين التقينا معهم من مختلف مشاربهم وتخصصاتهم، ومن حيث المواضيع والقضايا التي تطرقنا إليها، وكذلك من حيث الجمهور الذي واكب مسارها من مختلف الأعمار والفئات، دفاعا عن الثقافة ومن أجل الثقافة.
كما في هذا الضوء الساطع، تكتسب تجربة عالم الاجتماع والانثروبولوجي محمد مهدي أهميتها في عمل موهوب في كامله لقرية إمليل.. وهي عودة لحقل البحث، لقبيلة “غيغاية” المطلة على المنحدرات الشمالية للأطلس الكبير..لقبيلة ليست ساكنة، بل تموج بالحركة، ذات شهرة سياحية عالمية، سكنته منذ الثمانينات من القرن الماضي إلى الآن. رحلة النزول من عالم النص إلى عالم الواقع والتوفيق بين المحتوى المطلق والثابت للنص وبين حركة الواقع النسبية.
إنه لا يحرض على نقل عالم القداسة وتفسيره والتعبير عنه باستخدام لغة الشارع، يبحث مجمد مهدي في العلاقات الخفية بين الإنسان ومجاله، وبين الذات والموضوع/ بين ما يجب أن يكون وليس ما هو كائن في حقل غيرت معالمه الكولونيالية على مدى عقود من الزمن، ليتابع فصوله الراهنة المليئة بالعادات والتقاليد والطقوس، مركزا على الرعاة وأراضيهم الرعوية، وعلاقاتهم الاجتماعية وممارساتهم الطقوسية وما إلى ذلك.
وتوسعت دراسته، لتشمل قضايا جديدة ذات أهمية راهنة، كقضايا التنمية، محاولا إظهار الطبيعة التكاملية لجميع القضايا التي تناولها، مؤكدا على الاستمرارية في التأمل في الطريقة التي يتحول بها المجتمع نفسه، ويتكيف لمواجهة مصيره في ضوء واقع التحولات، بل ويغير تصوره لمفهومه الاجتماعي وإدراكه لعمله الاجتماعي والمفاهيمي.
بعبارة أخرى، ينظر محمد مهدي بنظرة الأكاديمي إلى التغيير الاجتماعي في جميع مظاهره المتعددة: التقني، والاقتصادي، والمؤسساتي، والثقافي، والمشهد الطبيعي والسياحي والمعيشي، نظرة شمولية تعود بنا إلى ميلاد إمليل وقبيلة “غيغاية” بحرفية قل نظيرها.” حسب قول  المصطفى المريزق
منسق المقهى الثقافي مكناس و رئيس الجامعة الشعبية المغربية

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*